كافة الحقوق محفوظة © 2021.
السعودية 2034.. بين شرف التنظيم وطموح الكأس …كتب حسين الذكر
لم يعد الحديث عن استضافة كأس العالم في السعودية عام 2034 مجرد شأن رياضي عابر، بل تحوّل إلى مشروع وطني حضاري يتجاوز حدود الملاعب، ليعكس ملامح رؤية شاملة تسعى المملكة من خلالها لتأكيد مكانتها كقوة إقليمية وعالمية مؤثرة في ميدان الرياضة والثقافة والسياسة معًا.
من الترفيه إلى القوة الناعمة
لم تعد كرة القدم كما كانت في بدايات القرن العشرين وسيلة للترفيه أو أداة لامتصاص غضب الجماهير، بل أصبحت اليوم صناعة كبرى وأداة دبلوماسية مؤثرة، تعبّر عن تطور الأمم وتوجهاتها الفكرية والاجتماعية.
ففي عالم أصبحت فيه الرياضة والفن والثقافة أدوات تأثير، باتت الدول الواعية تدرك أن “اللعب في الميدان” هو في حقيقته تعبير عن وعي حضاري وقدرة على توجيه الرأي العام العالمي.
دروس الدوحة… والتنظيم ليس كافيًا
لقد نجحت قطر في تقديم نسخة استثنائية من كأس العالم 2022 ستبقى عالقة في ذاكرة التاريخ من حيث التنظيم والإبهار والرسائل الحضارية التي بعثتها للعالم، لكن على الجانب الآخر كانت نتائج المنتخب القطري على الصعيد الفني مخيبة للآمال.
وهنا الفارق الذي يشير إليه الكاتب: التنظيم شرف، لكن التتويج بالكأس إنجاز حضاري لا يتحقق إلا بالتخطيط طويل الأمد.
السعودية على الطريق الصحيح
ما تشهده المملكة اليوم من تطور في البنية التحتية الرياضية، واستقطاب لأسماء لامعة عالمياً في دوريها المحلي، يؤكد أن الرياضة أصبحت جزءًا من مشروع وطني متكامل يربط بين التنمية والاستثمار والهوية الثقافية.
وشاهدنا مؤخرًا مباريات كأس الملك بين الاتحاد والنصر بزخم جماهيري وإعلامي يعكس تلك النقلة النوعية في المشهد الرياضي السعودي.
من “شرف التنظيم” إلى “شرف التتويج”
يرى الكاتب أن القيادة السعودية تمتلك كل المقومات لإنجاح تنظيم نسخة مثالية من المونديال، لكن التحدي الأكبر — وربما الأجمل — هو تحقيق الحلم العربي بالفوز بالكأس.
فبعد أن نالت قطر شرف التنظيم، وتنتظر المغرب دورها في 2030، فإن الهدف العربي المقبل يجب أن يكون الظفر باللقب العالمي نفسه، لأن الوصول إلى منصة التتويج لم يعد ضربًا من الخيال، بل خطة واقعية قابلة للتحقيق في ظل بيئة سعودية جاهزة بكل عناصر النجاح.
كأس العالم 2034 ليس مجرد حدث رياضي… بل منصة عربية للعصر الجديد، تتلاقى فيها الرياضة مع الدبلوماسية والثقافة والاقتصاد، في معركة ناعمة عنوانها التأثير الحضاري والتميز العالمي.
فالتنظيم إنجاز… لكن الفوز بالكأس هو القصة التي يجب أن تُكتب بأقدام العرب على أرض السعودية.
