كافة الحقوق محفوظة © 2021.
لماذا تغيب الأردن عن باقي ألعاب دورة التضامن الإسلامي؟ أسئلة أكبر من الأعذار… وإجابات غائبة!
سراب سبورت_
تُعد دورة ألعاب التضامن الإسلامي التي انطلقت أمس في الرياض ثالث أكبر حدث رياضي عالمي بعد الأولمبياد والألعاب الآسيوية، بمشاركة 57 دولة وأكثر من ثلاثة آلاف رياضي يتنافسون في 23 لعبة بينها رياضات تُقام لأول مرة مثل سباقات الهجن والرياضات الإلكترونية.
ورغم حجم الحدث، يدخل الأردن الدورة بوفد لا يتجاوز 39 لاعباً ولاعبة في 12 رياضة فقط، فيما يغيب عن ألعاب أساسية مثل كرة اليد، كرة السلة 3×3، السباحة، الكرة الطائرة، كرة الطاولة، الريشة الطائرة، الجمباز، المصارعة، كرة القدم للصالات وغيرها… غياب يفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات لا تجد إجابات رسمية مقنعة.
عذر “قلة الموارد” لا يصمد
من الناحية الفنية، لا يمكن لأي تبرير أن يفسّر هذا الغياب. فمشاركة المنتخبات في مثل هذه الدورات ليست ترفاً، بل أساس التطور الرياضي. اللاعب يتقدّم بالاحتكاك المباشر، بمقابلة مدارس فنية مختلفة، بخوض مباريات ذات ضغط عالٍ… وهذه الخبرات لا تُشترى، بل تُكتسب من الميدان.
أما الحديث عن ضعف الموازنات، فهو حجة غير منطقية هذه المرة بالذات. فالدورة تُقام في السعودية، حيث القرب الجغرافي يقلل التكاليف إلى الحد الأدنى، ويفترض أن يشجّع على توسيع المشاركة لا تقليصها.
حين تشارك الدول المتعبة… ونغيب نحن!
المفارقة أن دولاً أقل قدرة مالية من الأردن، أو حتى دولاً تواجه نزاعات وحروب، تشارك بوفود مكتملة، لأن الرياضة لديها رسالة وصورة وطنية. بينما نغيب نحن عن تسع رياضات دون مبرر مُعلن.
هل باتت المشاركة “امتيازاً” لاتحادات معينة؟
القراءة الأعمق تجعل السؤال أكثر حساسية:
هل أصبحت المشاركة في المحافل الخارجية امتيازاً لاتحادات بعينها مقربة من أصحاب القرار في اللجنة الأولمبية؟
الواقع يشير إلى أن الألعاب التي سُمح لها بالظهور—مثل التايكوندو والكاراتيه—هي اتحادات معتادة على السفر والظهور الخارجي بحكم الإنجاز وبحكم “قوة الحضور الإداري” أيضاً، بينما غاب غيرها رغم حاجته الشديدة للاحتكاك، ومنها:
كرة الطاولة
الريشة الطائرة
الجمباز
المصارعة
السلة 3×3
اليد
الطائرة
السباحة
هذه الألعاب ليست “هامشية” ولا “كماليات رياضية”، بل مرتكزات أساسية لأي دولة تريد بناء قاعدة رياضية واسعة وجماهيرية.
فهل تم اختيار الألعاب المشاركة بناءً على معايير فنية واضحة؟ أم بناءً على نفوذ الاتحادات وعلاقاتها داخل مطبخ القرار الأولمبي؟
نهج قصير النظر… إن كان معيار المشاركة هو الميدالية فقط
إذا كان الاعتقاد لدى اللجنة الأولمبية أن المشاركة يجب أن تُحصر بالرياضيين المرشحين للفوز، فنحن إذاً نتبنى سياسة قصيرة المدى.
الدورات متعددة الألعاب تقام أيضاً لخلق جيل جديد، لصقل مهارات، لاكتشاف أسماء مستقبلية. الانتصار لا يأتي بالصدفة، بل هو تراكم خبرات.
الفرصة كانت مثالية… فلماذا أُهدرت؟
قرب المكان، تنوع المنافسات، التنظيم السعودي الفائق، وتوافر كل عناصر الدعم… كلها عوامل تجعل الدورة فرصة ذهبية لبناء قاعدة أوسع من الرياضيين الأردنيين. ومع ذلك، غابت منتخباتنا عن نصف الألعاب تقريباً.
المطلوب الآن: إجابة واضحة للرأي العام الرياضي
غياب الأردن عن تسع ألعاب في حدث بهذا الحجم لا يجب أن يمر مرور الكرام.
المطلوب من اللجنة الأولمبية الأردنية:
كشف معايير اختيار الألعاب المشاركة.
توضيح أسباب إقصاء ألعاب تحتاج بشدة للاحتكاك.
شرح هل تم الأخذ برأي الاتحادات فعلاً أم تم فرض قائمة جاهزة؟
فالرياضة ليست بحثاً عن الميدالية فقط…
بل هي استثمار في الإنسان الأردني الرياضي، وفي مستقبل رياضة وطن يستحق تمثيلاً أكبر بكثير مما ظهر في هذه الدورة.
.
