كافة الحقوق محفوظة © 2021.
حُلمٌ ضاع… والسبب جهازٌ فني لم يقرأ الفرصة!
سراب سبورت _
بدّد الجهاز الفني للمنتخب الوطني للكرة الطائرة، بقيادة المدرب المصري حسن الحصري ومساعده وليد العسود، حلمًا انتظره الشارع الرياضي لسنوات طويلة. حلم اعتلاء منصة التتويج لأول مرة، وخطف برونزية بطولة التحدي العربي على أرض مملكتنا الحبيبة، لكنه تبخر في لحظات كان يفترض أن تُكتب فيها بداية جديدة للكرة الطائرة الأردنية.
الخسارة أمام منتخب البحرين جاءت مؤلمة ومثيرة للتساؤل؛ فالمنتخب البحريني خاض اللقاء بتشكيلة رديفة، ولم يُشرك أي لاعب أساسي، باعتبار أن نتيجة المباراة لا تؤثر على حظوظه في المنافسة. ورغم أن الظروف كانت مثالية لمنتخبنا، فإن الجهاز الفني فشل في استغلال الفرصة الذهبية، التي قد لا تتكرر، ولم يُحسن قراءة مجريات اللقاء لا فنيًا ولا تكتيكيًا ولا إداريًا.
مشاهد الارتباك ظهرت جلية على الخطوط؛ حركات كثيرة بلا جدوى، ركض يمينًا ويسارًا، وتصرفات بدت أقرب إلى البحث عن “الشو” من التركيز على تغيير مجرى المباراة. لم يُحسن الجهاز الفني إدارة النقاط الحاسمة، ولا حتى الأوقات المستقطعة، رغم أن السيناريو كان يسمح بخطف الفوز بثلاثة أشواط نظيفة، أو على الأقل الخروج بنتيجة 3-1. التقدم كان أردنيًا في معظم مراحل الأشواط… أما النهاية فذهبت للخصم!
الاتحاد الأردني، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة آية بنت فيصل ، لم يقصّر، ووفّر كل أدوات النجاح: معسكرات داخلية وخارجية، تجهيزات على أعلى مستوى، دعم فني ونفسي، وتجديد الثقة بالجهاز الفني قبل البطولة. فماذا يريد المدرب أكثر مما مُنح؟
من الملاحظات الفنية اللافتة أيضًا ظهور الإرهاق الشديد على اللاعبين، وهو مؤشر يتحمله المعد البدني والجهاز الفني معًا، إضافة إلى إشراك لاعبين ظهروا وكأن وجودهم “واجبًا” لأسباب لا علاقة لها بالمستوى الفني. كما غاب الانسجام النفسي بين اللاعبين، وهي نقطة تعود –بحسب المقربين– إلى الاعتماد على مجموعة واحدة كاملة من نادٍ واحد، بمختلف لاعبيها الأساسيين والبدلاء ومدربها، وهو ما خلق حساسيات داخلية وأثر على الروح الجماعية.
في المحصلة… حلمٌ ضاع، ليس لأن المنافس أقوى، بل لأن الفرصة لم تُقرأ، ولم تُستغل، ولم يُحسن الجهاز الفني إدارة مباراة كانت في متناول اليد.
