كافة الحقوق محفوظة © 2021.
هل تشهد الرياضة المدرسية نهضة… أم انهيارًا إداريًا وأخلاقيًا؟

سراب سبورت _
تعيش الرياضة المدرسية اليوم واحدة من أسوأ مراحلها؛ فبدل أن تكون منصّة لاكتشاف المواهب وصناعة الأبطال، تحوّلت – للأسف – إلى بوابة مكافآت تُصرف للعاملين في المكاتب أكثر مما تُصرف للمدربين والمعلمين الذين يكدحون يوميًا في الميدان.
المفارقة الصادمة أن الإداري في مديرية الرياضة المدرسية يحصل على مكافأة 20 دينارًا و 6 دنانير واجبات وهو جالس تحت المكيّف، بينما لا يحصل المدرب – المعلم على شيء!
بل إن المكافآت تُصرف مزدوجة من اتحاد الرياضة المدرسية ومن وزارة التربية والتعليم، مما يفتح الباب واسعًا أمام سؤال كبير:
لمن تُخصص هذه الأموال أصلًا؟ ولمن تُصرف؟
وتتحدث مصادر مطّلعة عن أن أحد المدراء حصل خلال عامين فقط على مكافآت وصل مجموعها إلى 63 ألف دينار!
فهل خُصصت ميزانية الرياضة المدرسية لتطوير البنية التحتية والأنشطة أم لتغذية “مديرية الجبّات” كما يحلو للبعض تسميتها، نظرًا لكثافة المكافآت وتضخم الفواتير؟
المعلمون والمعلمات يئنّون من الرواتب الضعيفة ومكافآت لا تكفي ثمن مواصلات، بينما تتجه الأموال إلى جيوب من يعملون خلف المكاتب، لا من يصنعون الإنجاز على أرض الواقع.
وإذا كانت زيارة الميدان جزءًا أصيلًا من عمل موظف الرياضة المدرسية، فلماذا لا تُنفّذ خلال الدوام الرسمي؟ ولماذا تُحوَّل إلى وسيلة لصرف المكافآت بدلًا من أن تكون واجبًا وظيفيًا؟ أين الرقابة؟ وأين الحرص على المال العام؟
أما الطامة الكبرى، فهي ما يُتداول عن أن فواتير القهوة لبطولة مدرسية واحدة بلغت 2000 دينار!
فهل كانت القهوة تُحضّر في طائرة؟ أم أن الفواتير تحلّق وحدها بعيدًا عن المنطق والرقابة؟
الرياضة المدرسية لن تنهض ما دامت الإدارات ترى في بطولاتها فرصةً للجباية لا مساحة لصناعة الأبطال…
ولن تتقدّم ما دام المدرب الحقيقي مكسورًا، والإداري يجني ما لا يجنيه منتخب وطني كامل.
