كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الأردن في كأس العالم… حين تحوّلت الحكاية الصغيرة إلى قصة يسمعها العالم
سراب سبورت _ريما العبادي
لم يكن ظهور الأردن في كأس العالم 2026 مجرد مشاركة رياضية. كان شيئًا أعمق بكثير. كان أشبه بطفلٍ صغيرٍ يفتح بابًا ضخمًا لا يُفتح عادةً إلّا للكبار، ثم يدخل بخطواتٍ واثقة… كأن أحدًا أخبره بأن الحلم لا يُقاس بحجمه، بل بقلبه.
صحف العالم… تستمع لحكاية “النشامى”
عندما كتب مراسلو الصحف العالمية عن الأردن، لم يكتبوا بلغة الأرقام ولا الإحصاءات، بل بلغة الإنسان. قالت رويترز إن “منتخبًا قاتل من الهامش” قد شق طريقه نحو البطولة الأكبر. أما الغارديان البريطانية فوصفت التأهل بأنه “رحلة أجيال حلمت ولم تتراجع”، رحلة تكررت محاولاتها إحدى عشرة مرة… قبل أن يتحقق الحلم أخيرًا.
في تقارير أخرى، ظهر الأردن كقصة أمل. صحيفة أمريكية كتبت:
“هناك فرق تصل للمونديال بقوة تاريخها… والأردن وصل بقوة إيمانه.”
العالم رأى شيئًا في الأردن… ليس في قوته، بل في قلبه
لم ينظر المراقبون العالميون إلى المنتخب بوصفه قوة كروية عظمى. بل رأوا فيه قصة إنسانية فريدة: دولة صغيرة تقف في صفٍ واحد مع عمالقة العالم. رأوا لاعبًا يرفع يده للسماء بعد هدف، وجمهورًا يبكي لأن بلده ـ لأول مرة ـ أصبح هنا… في مكانٍ كان يبدو بعيدًا جدًا.
كتبت صحيفة كندية:
“الأردن دخل كأس العالم بقلوبٍ أكبر من ملاعبه.”
وصفه البعض بأنه “الخصم المجهول”، لكنه لم يكن مجهولًا للذين يعرفون معنى أن تنهض رغم التعب، وأن تصل رغم ضيق الإمكانيات، وأن تحلم رغم كل شيء.
صحافتنا العربية… كتبت بدمع أكثر من الحبر
وفي العالم العربي، بدا التأهل الأردني كأنه عيد. عناوين الصحف جاءت مليئة بالمحبة والفخر:
“الأردن… قصة بدأت من الحارات وانتهت في كأس العالم.”
“النشامى… من حقل التدريب إلى قلوب الملايين.”
كل صحيفة عربية كتبت عن الفرح كأنه فرحها، وعن الأردن كأنه بلدها. ربما لأن قصة الأردن كانت قصة كل عربي حلم يومًا بأن يرى فريقه بين الكبار.
ماذا بقي بعد البطولة؟
بعيدًا عن النتائج، عن الأهداف، عن نقاط المجموعة… بقي شيء واحد أهم:
أن العالم استمع لأول مرة لصوت بلدٍ صغير قال بثقة: أنا هنا.
بقيت صور الأطفال الذين ارتدوا قميص المنتخب لأول مرة. بقيت وجوه اللاعبين الذين وقفوا أمام نشيد وطنهم والدمعة على أطراف أعينهم. بقيت ذكرى أن الأردن، الذي طالما اعتاد اللعب تحت الضغط، قادر على الوقوف تحت أضواء العالم.
حكاية لن تنتهي
مشاركة الأردن في كأس العالم لم تكن نقطة نهاية… كانت نقطة بداية. بداية جيل يرى أن الطريق الصعب ليس مستحيلًا، وأن الباب الكبير قد فُتح… ولن يُغلق مرة أخرى.
وكما قالت إحدى الصحف الأوروبية:
“الأردن لم يأتِ ليُدهش العالم… بل ليُذكره بأن المعجزة تبدأ من خطوة صغيرة.”
