كافة الحقوق محفوظة © 2021.
علي علوان… حين ينهض الفتى الذي لا يعرف التراجع
سراب سبورت _ ريما العبادي
لم يكن علي علوان ذلك الفتى الذي ينتظر أن تُفتح له الأبواب… كان دائمًا يختار أن يقتحمها.
في كل حيّ لعب فيه، وفي كل ملعب ترابي وقف فوقه، كان صوته الداخلي يردد جملة واحدة:
“إذا لم تُولَد بطلاً… فاصنع نفسك بطلاً.”
كبر علوان وهو يعرف تمامًا أن الطريق إلى قميص النشامى ليس مفروشًا بالعشب الأخضر… بل بالحجارة، والعرق، والركض خلف حلم أكبر من عمره.
كان يرفض أن يُعرّف نفسه كلاعب “موهوب فقط”، كان يريد أن يكون لاعبًا مقاتلًا… ذاك الذي لا يخسر معركة بسهولة، والذي يضع رأسه قبل رجله في كل كرة مشتركة.
ومع كل خطوة، كان هناك شيء واحد يزداد في داخله:
عناد الفوز.
عندما وصل إلى المنتخب، وصل كما يصل المقاتلون… بصمت وهدوء، بلا ضجيج، بلا مجاملات.
لم يحتج إلى “واسطة نجومية” ولا إلى أضواء مصطنعة.
كانت قدماه تتحدثان عنه، وكانت روحه تصرخ قبل صوته:
“أنا هنا… لأنني أستحق أن أكون هنا.”
في المباريات الكبيرة، لا يبحث علي علوان عن الاستعراض؛ يبحث عن تلك اللحظة التي يصطاد فيها خطأ، أو يخلق فرصة من لا شيء… اللحظة التي تجعل الجمهور يقف دون أن يشعر، ويقول:
“هذا اللاعب وُلد من عرق الملاعب… لا من صفحات السوشيال ميديا.”
علي علوان… مثال للاعب يفهم أن كرة القدم ليست مهارة فقط، بل حكاية صبر، وضربات لم تكسره، وأحلام لم يتراجع عنها.
إنه لاعب يكتب مستقبله كما يكتب المقاتلون أسماءهم على جدار المعركة:
بصوت القلب… قبل ضجيج القدم.
