كافة الحقوق محفوظة © 2021.
اللا مؤهل يقود الجولف الأردني… ورياض المجالي يكشف ما حاولوا دفنه
سراب سبورت _
لم يعد الصمت خيارًا، ولا التدوير مخرجًا. ما كشفه رياض المجالي، رئيس اللجنة الفنية السابق لاتحاد الجولف، يضع المشهد الرياضي الأردني أمام حقيقة قاسية: رياضة تُدار، لسنوات، بعقلية “اللا مؤهل” وتُحمى بالصمت.
المجالي لم يكتب انطباعات، بل قدّم وقائع، مراسلات، وتوصيات فنية رُفضت مناقشتها داخل الاتحاد، بسبب وجود جهة – بحسب ما هو موثق – تتعمد طمس الإيميلات، تجاهل الشكاوى، ورفض الإجابة عن تساؤلات فنية وإدارية، ما دفع اللجنة الفنية التي فُرض حلّها رغم عدم انتهاء مدتها القانونية إلى رفع الملفات مباشرة إلى اللجنة الأولمبية الأردنية.
مدرب بلا شهادة… بلا دورة… بلا جواب
أخطر ما ورد في ما نشره رياض المجالي هو ملف المدرب المخلوع.
سؤال بسيط تكرّر دون إجابة:
ما هو مؤهله الأكاديمي أو التدريبي في رياضة الجولف؟
سادس؟ تاسع؟ توجيهي؟
شهادة تدريب؟ دورة معتمدة؟
لا شيء.
صفر.
ورغم المطالبات الرسمية المتكررة، امتنعت جهات داخل الاتحاد، وكذلك اللجنة الأولمبية، عن تقديم أي وثيقة تثبت كفاءة المدرب. ومع ذلك، بقي محميًا إداريًا، يتمتع بالنفوذ، بينما يُقصى كل من يطرح السؤال.
المدرب المخلوع، وفق ما هو مثبت، جرى تبليغه رسميًا بالإقالة، وهو مطرود من نادي البشارات ويواجه مطالبات مالية، لكن ذلك لم يكن كافيًا لكسر شبكة الحماية التي أحاطت به.
عندما اقترب الفساد من الحقيقة… فُرِط الاتحاد
لم يقف الأمر عند غياب التأهيل، بل امتد إلى ملف فساد مالي بلغ مراحل متقدمة من التحقيق، بمشاركة محامين وإجراءات قانونية، وإفادات موثقة من الأهالي، واعترافات مثبتة أمام نائب الرئيس السابق.
التحقيق كان بعلم الاتحاد، واللجنة الأولمبية، والأمن الرياضي، لكن عندما وصل الملف إلى نقطة اللاعودة، جاء القرار الصادم: فرط الاتحاد بالكامل.
بدل محاسبة المتورطين، كُسر الاتحاد.
الرئيس السابق غادر دون تسليم المفاتيح،
والعضو الوحيد الذي لم يُفرض عليه الحل التزم الصمت،
وكأن الصمت بات سياسة رسمية.
تضارب مصالح… أم حماية منظمة؟
رياض المجالي لم يلمّح، بل قالها بوضوح:
هناك علاقة غير صحية ومشبوهة تربط المدرب المخلوع بجهات نافذة داخل الاتحاد، لها تأثير داخل اللجنة الأولمبية.
المطلوب لم يكن أكثر من التحقق، أو نفي تضارب المصالح بشكل علني ومدعوم بالوثائق.
لكن الرد، حتى اللحظة، غائب.
الواجر… الصمت الذي تحوّل إلى شبهة
في ملف التصنيف والواجر، تتكدس الأسئلة:
لماذا تحركت جهات معينة في بطولة واحدة فقط، بينما صمتت أمام سنتين من التجاوزات، وبطولتين مفتوحتين، ودوريين كاملين، وتصنيفات مزيفة موثقة؟
هل فُتحت تحقيقات؟
هل رُفضت نتائج؟
هل جرى الرد على استفسارات الأهالي واللاعبين الأجانب؟
الصمت هنا لم يعد حيادًا، بل شبهة تورط.
الكرة في ملعب الأولمبية
اليوم، جميع هذه الملفات، كما يؤكد رياض المجالي، وُضعت رسميًا أمام مديرة الاتحادات الرياضية والأمين العام للجنة الأولمبية الأردنية.
الخيارات واضحة:
إما الشفافية والمحاسبة وفق القوانين واللوائح،
أو نقل الملفات إلى هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، ودائرة ضريبة الدخل، ومؤسسة الواجر الدولية… باليد، لا بالإيميل.
رياض المجالي كسر الصمت، ووضع الحقائق على الطاولة.
الآن، لم يعد السؤال ماذا كُشف، بل:
من يملك الشجاعة ليتحمل المسؤولية؟
لأن أخطر ما يمكن أن يحدث للرياضة،
ليس الخسارة…
بل أن يقودها اللا مؤهل.
