كافة الحقوق محفوظة © 2021.
في كواليس المستشار | نصرٌ بنكهة جزائرية… والمال العام يدفع الثمن!
سراب سبورت _
في بطولة غرب آسيا للكرة الطائرة للسيدات التي نظمها نادي سلوى الصباح الكويتي، خرج علينا “النصر” بالمركز الرابع. للوهلة الأولى، قد يبدو إنجازًا مقبولًا، لكن حين نقترب من التفاصيل، تتبدّد الصورة الوردية، وتبدأ الأسئلة الثقيلة بالطرق على أبواب المنطق والمال العام.
أولًا، لنسمي الأشياء بمسمياتها:
الفريق الذي شارك هو عمليًا المنتخب الوطني لكرة الطائرة، وغالبية لاعباته من لاعبات المنتخب، لكنه دُعِّم بثلاث محترفات من الجزائر. وهنا السؤال الذي لا يريد أحد الإجابة عنه:
هذا الفوز – إن سُمّي فوزًا – يُحسب لمن؟ للأردن أم للجزائر؟
حين نرفع علم الوطن على منصة التتويج، نريد أن يكون الإنجاز أردنيًا خالصًا، بعرق لاعباتنا، بخياراتنا الفنية، وبميزانيتنا التي تُصرف باسم تطوير اللعبة. أما أن نخلط الأوراق، ونستعين بمحترفات أجنبيات، ثم نصفق للنتيجة وكأنها ثمرة مشروع وطني، فهذه مجاملة على حساب الحقيقة.
وهنا نصل إلى بيت القصيد:
من أين للنادي كل هذه الإمكانيات؟
إن كان النادي قادرًا على التعاقد مع محترفات أجنبيات، والسفر والمشاركة، فذلك يفتح بابًا مشروعًا للسؤال عن مصادر التمويل، خاصة عندما يكون الفريق في حقيقته منتخبًا وطنيًا بلباس نادٍ.
الأخطر من ذلك، أن هذا النهج يهدر المال العام دون عائد استراتيجي واضح.
لو شارك الفريق بلاعباته فقط، لقلنا: تجربة، احتكاك، تطوير، حتى لو عاد بالمركز الأخير.
أما أن نشتري “نصف فريق” من الخارج، ونعود بمركز رابع، ثم نطالب بالتصفيق، فهذه خطئية بحق الوطن وبحق اللاعبات المحليات اللواتي يُحجب عنهن الدور الحقيقي لصالح حلول سريعة ومؤقتة.
المنتخبات لا تُبنى بالاستعانة، بل بالاستثمار طويل الأمد.
والإنجاز لا يُقاس بالمركز فقط، بل بهوية من حققه.
في الكواليس، يقولون: “المشاركة بحد ذاتها مكسب”.
نعم، لكنها تصبح خسارة… عندما تكون على حساب المال العام، وعلى حساب مشروع وطني غائب، وعلى حساب وضوح القرار.
ويبقى السؤال معلقًا:
هل نريد منتخبًا يُصفق له اليوم… أم لعبة تُبنى للغد؟
العصفورة لا تكذب… لكنها تهمس فقط.
