كافة الحقوق محفوظة © 2021.
اتحاد يصرف بالملايين… ونادٍ البقعة لا يملك أجرة الطريق!
سراب سبورت _
لا يختلف اثنان على أن كرة الطائرة الأردنية تعيش مرحلة تدهور غير مسبوقة، لكن الأخطر ليس الخسائر داخل الملعب، بل الانحراف في بوصلة العدالة. اتحاد ينفق قرابة مليون دينار في عام واحد دون نتائج تُذكر، فيما تُترك الأندية لتصارع الفراغ، وكأن اللعبة تُدار بنظام “القريب أولًا”.
الإصرار على تسويق “منتخب وطني” هو في الحقيقة نادٍ واحد بامتيازات اتحاد، يتدرب ويسافر ويُموَّل من المال العام، بينما بقية الأندية تُجفَّف مواردها، ليس سوى تكريس للهدر المقنّع باسم الإنجاز.
نادي البقعة… القاع الذي لا يُرى
نادي البقعة، أحد الأسماء التي خدمت اللعبة، وجد نفسه هذا الموسم بلا:
رواتب للاعبين
مدرب مستقر
صالة تدريب آمنة
صالة بلاطية غير مطاطية، مؤذية للاعبين، وكأن المطلوب منهم أن يلعبوا ويصمتوا… أو ينسحبوا.
حتى بدل المواصلات لم يُصرف… فغادر أمجد
المدرب أمجد البس، أحد أفضل مدربي الكرة الطائرة الأردنية، ترك التمرين وغادر ليس لخلاف فني ولا لقرار مفاجئ، بل لعدم صرف حتى بدل المواصلات.
نعم، الحد الأدنى الذي يضمن حضور المدرب إلى الصالة لم يكن متوفرًا.
عندما يصل الحال بمدرب وطني إلى العجز عن تغطية أجرة الطريق، فالمشكلة لم تعد مالية فقط، بل إدارية وأخلاقية.
مدرب بلا اتفاق… ومباراة بلا إعداد
المدرب رياض أبو إسماعيل تولى المهمة دون اتفاق واضح مع الإدارة، خاض تمرينًا أو اثنين فقط، وأقام مباراة وحيدة للتعرف على مستوى اللاعبين قبل يوم من مواجهة المحطة، أشرك خلالها ستة لاعبين طوال اللقاء، وكانت الخسارة نتيجة طبيعية لفوضى لا علاقة لها بالتكتيك.
وعود على الورق… ولا شيء في الجيوب
اللاعبون يؤكدون أن مدير النشاط الرياضي خالد الفواز التقى بهم ووعد بمبلغ ألف دينار عن بطولات الموسم، لكن الواقع حتى اللحظة:
مباراة رسمية
بلا رواتب
بلا رؤية
بلا جدول التزام
الكرة الطائرة لا تُدار بالوعود، ولا تُحمى بالشعارات.
سؤال في وجه الاتحاد
إذا كان الاتحاد قادرًا على صرف مليون دينار في عام واحد، فالأَولى:
دعم الأندية دعمًا حقيقيًا لا فتاتًا
إيقاف البطولات الشكلية التي تفضح تأخرنا
بناء قاعدة للعبة بدل حرق ما تبقى منها
تحرير اللاعبين بدل تقييدهم بعقود وهمية
إعادة تعريف “المنتخب” لا تحويله إلى مشروع مغلق
الرياضة لا تُبنى بالصور، بل بالعدالة.
وعندما يُهدر المال العام، ويُترك اللاعب بلا راتب، والمدرب بلا أجرة طريق، فالمشكلة لم تعد فنية… بل عنوانها واضح.
العصفورة لا تكذب… لكنها تهمس فقط.
