كافة الحقوق محفوظة © 2021.
خسرنا الكأس وربحنا الوطن …د. زياد ارميلي
كتب ..الأستاذ الدكتور زياد ارميلي/استاذجامعي/كلية علوم الرياضه/الجامعة الأردنية

لم تكن خسارة النهائي أمام المنتخب المغربي نهاية حكاية، بل كانت ذروة مشوار مشرف كتب فيه منتخب الأردن اسمه بحبر الرجولة والكرامة. في كأس العرب، لم يكن النشامى مجرد فريق كرة قدم، بل كانوا حكاية وطن، وصوت شعب، وراية شموخ رفرفت في كل مباراة.
فاز منتخبنا في جميع مبارياته قبل النهائي، وتقدّم بثبات وإيمان، لا يلتفت إلا للأمام، ولا يعرف سوى طريق القتال الشريف داخل المستطيل الأخضر. كل لاعب، دون استثناء، كان نشمياً بحق، شجاعاً في التحاماته، صادقاً في عطائه، ومخلصاً للقميص الذي ارتداه. كانوا عنوانًا للرجولة، ودليلًا حيًا على أن العزيمة إذا حضرت، غابت الأعذار.
بالرغم من شح الإمكانات، وقلة الدعم، وضيق الموارد، أثبت النشامى أن الرجال لا تقاس بما يملكون، بل بما يقدمون، وبما يزرعونه في القلوب من فخر. لعبوا بإيمان، وركضوا بروح، وقاتلوا من أجل اسم الأردن، فرفعوه عالياً، عالياً، حيث يستحق أن يكون.
نعم لم نربح النهائي، لكننا ربحنا ما هو أثمن: ربحنا القلوب قبل العقول، وربحنا احترام الجميع، وربحنا ثقة أنفسنا بأن هذا المنتخب قادر، ومؤهل، وجدير بأن يكون خير سفير لأمة العرب في نهائيات كأس العالم. ما قدمتموه ليس عابراً، بل وعد قادم، وبداية لمجد أكبر.
أيها الأردنيون لا تحزنوا. افرحوا. ارفعوا رؤوسكم عاليا كما رفعها نشامانا. افرحوا بهذا الشموخ، بهذه العزة، بهذا المنتخب الذي أعاد تعريف الفخر، وأثبت أن الأردن حاضر، وقادر، وماض بثبات نحو القمم. كلنا خلفكم، وبكم نحن ماضون لرسم عنوان الأصالة والسمو، عنوان لا يكتب إلا بالتضحيات.
وإلى جماهير الأردن العظيمة رسالة حب لا تكفيها الكلمات. كنتم السند في السراء والضراء، والهتاف الذي لا ينكسر، والإيمان الذي لا يخفت. وقفتم خلف منتخبكم بقلوبكم قبل أصواتكم، فكنتم إنموذجًا للعز والكرامة، وشركاء حقيقيين في هذا الإنجاز المعنوي الكبير.
شكرًا نشامى الأردن قد تخسر الفرق نهائيًا، لكن الأوطان لا تخسر رجالها. دمتم مفعمين بالسمو والشموخ أيها الاردنيون فأنتم العز والشرف والكرامة.
