كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الوفاء لمن يستحقون الوفاء… محمد جميل عبد القادر
كتب منتصر أيوب إدكيدك/ الدوحة
في عالم الإعلام الرياضي الذي تتسارع فيه الأحداث وتختلط فيه المصالح، يظل الوفاء لمن يستحقونه قيمة نادرة، ومن هذا الوفاء، أكتب عن الأستاذ محمد جميل عبد القادر، الإعلامي الرياضي القدير، الذي ترك بصمة لا تُمحى في الإعلام العربي، وقدم نموذجًا حيًا للاحتراف والالتزام بالمهنية.
لم يكن “ابو طارق” مجرد إعلامي ينقل الأخبار أو يحلل المباريات، بل كان مدرسة متكاملة في النزاهة الإعلامية والرسالة المهنية. طوال مسيرته، كرّس جهده لخدمة الرياضة العربية، محافظًا على مصداقية الكلمة وعمق التحليل، وملهمًا لأجيال من الإعلاميين الشباب، ومن بينهم أنا شخصيًا.
أتذكر بدقة كيف كان له الدور الكبير في بداية مسيرتي الإعلامية، حين ساعدني في أول مشاركة لي عام 2007 خلال دورة تدريبية في السودان، وأتاح لي الفرصة للمشاركة في تغطية الاحتفال بالذكرى الخمسين للاتحاد الإفريقي لكرة القدم. كما منحني المساحة لإجراء أول مقابلة رسمية لي مع رئيس الاتحاد السابق جوزيف بلاتر، تجربة شكلت نقطة تحول حقيقية في مساري المهني وأثرت في رؤيتي للإعلام الرياضي.
تكريم الأستاذ محمد جميل عبد القادر اليوم ليس مجرد تقدير لشخصه، بل هو احتفاء بالقيم والمبادئ التي جسّدها طوال حياته المهنية. تكريمه يذكّرنا أن العطاء الصادق والالتزام بالرسالة الإعلامية لا يضيع، وأن رجال الإعلام الذين يصنعون الأثر يبقون حاضرِين في الذاكرة، حتى بعد رحيلهم عن صدارة المشهد.
محمد جميل عبد القادر، برؤيته واحترافيته، سيظل رمزًا للوفاء، وللنزاهة، وللإعلام الرفيع، وقدّم لي شخصيًا نموذجًا حيًا في كيفية دعم الأجيال الجديدة، وفتح الأبواب أمامهم للانطلاق بثقة ومهنية.
