كافة الحقوق محفوظة © 2021.
كرة اليد الأردنية بين الوهم والتصريحات: اتحاد بلا خطة… ومنتخب بلا هوية
سراب سبورت _
اسمع كلامك أصدقك، لكن عندما نرى الواقع على الأرض، لا نملك إلا أن نستعجب. هذا هو حال كرة اليد الأردنية اليوم، بين تصريحات وردية يطلقها رئيس الاتحاد، وواقع مظلم لا يعكس أي أثر لما يُقال عن خطط التطوير أو المشاريع بعيدة المدى.
في كل مرة نُفاجأ بتصريحات عن خطة شاملة، وعن مدرب بعقد يمتد لأربع أو خمس سنوات، لكن الحقيقة سرعان ما تنكشف: عقد لعام واحد فقط، وكأن تطوير منظومة كاملة، وبناء منتخب، وصناعة هوية فنية يمكن أن يتم خلال سنة واحدة.
فهل يُطلب من المدرب أن يصنع المعجزات؟ أم أن المطلوب فقط أن يكون شماعة تُعلّق عليها الإخفاقات؟
أما المعسكر الخارجي في مصر، فالسؤال مشروع: ما الفائدة الفنية منه وأنت مقبل على بطولة آسيا؟ هل الهدف إعداد حقيقي مبني على خطة واضحة، أم مجرد تحرك شكلي لتجميل الصورة وإيهام الشارع الرياضي بأن الأمور تحت السيطرة؟
وعند الحديث عن الدوري الأردني، فحدّث ولا حرج. دوري لا يتجاوز ثلاثة أشهر، ومعظم الأندية لا تتدرب بانتظام، بل إن بعض الفرق لا ترى لاعبيها إلا يوم المباراة. قلة قليلة فقط تحاول التدريب يومين أو ثلاثة في الأسبوع.
فكيف يُبنى منتخب قوي من لاعبين لا يتدربون؟
وماذا يمكن أن تُقدّم ثلاثة أشهر من المنافسات الهشة بلا إعداد ولا التزام؟
الواقع يقول إن لا هوية واضحة للمنتخب، ولا خطة فنية سليمة، ولا رؤية تطوير حقيقية. ما يُقدَّم للشارع الرياضي ليس مشروعًا، بل فقاعة إعلامية سرعان ما تنفجر عند أول اختبار، ليبدأ بعدها مسلسل البحث عن مدرب جديد، غالبًا أجنبي، ليس حلًا للمشكلة، بل وسيلة لإبعاد الضغط عن الاتحاد.
كرة اليد الأردنية لا تحتاج مزيدًا من التصريحات، بل إلى شجاعة الاعتراف بالفشل، ووضع خطة واقعية تبدأ من الدوري، مرورًا بالأندية، وصولًا إلى المنتخبات.
غير ذلك، سنبقى نسمع كلامًا نُصدقه…
ونرى واقعًا لا يمكن إلا أن نستعجب منه.
