كافة الحقوق محفوظة © 2021.
لاعبات تحت 18… جيل يُهمَّش بصمت في كرة السلة الأردنية
سراب سبورت _
في الوقت الذي تُرفع فيه شعارات دعم المواهب وصناعة الأجيال، تعيش فئة لاعبات كرة السلة تحت 18 عامًا واقعًا قاسيًا من التهميش والإقصاء غير المعلن، واقع لا يُرى في المؤتمرات ولا يُذكر في التصريحات، لكنه حاضر بقوة في معاناة اللاعبات وأسرهن.
لسنتين متتاليتين، غابت هذه الفئة عن أي دوري محلي منتظم، كما غاب معها المنتخب الوطني، بذريعة واحدة تتكرر: “لا توجد ميزانية”. الغريب أن هذه الذريعة لم تمنع استمرار النشاط في معظم الفئات الأخرى، خاصة الذكورية منها، وكأن العدالة الرياضية تُجزّأ حسب الفئة والجنس.
الحديث هنا لا يخص لاعبة بعينها ولا ناديًا محددًا، بل جيلًا كاملًا من اللاعبات اللواتي مثّلن أنديتهن ومنتخب الوطن، وحققن حضورًا لافتًا، قبل أن يُتركن فجأة بلا منافسات، بلا برنامج إعداد، وبلا أفق واضح.
أمام هذا الفراغ، تجد العائلات نفسها مجبرة على اللجوء إلى الأكاديميات الخاصة للحفاظ على لياقة بناتهن ومستواهن الفني، رغم الكلفة المالية العالية، في ظل غياب أي بديل رسمي أو مشروع حقيقي من الاتحاد المعني.
المؤلم أكثر أن التركيز ما زال منصبًا على أسماء محددة وفئات عمرية تجاوزها الزمن الرياضي، بدل الاستثمار في الجيل الجديد الذي يُفترض أن يكون أساس المستقبل. وعود تُطلق بين الحين والآخر، لكن دون أي ترجمة على أرض الواقع.
كرة السلة النسوية الأردنية لن تتقدم إذا استمر تجاهل هذه الفئة، ولن تُصنع منتخبات قوية دون عدالة في التخطيط والدعم. ما يحدث ليس نقصًا في المواهب، بل خللًا في الرؤية، وسوء إدارة للأولويات.
هذه رسالة باسم كل لاعبة صبرت، وكل أسرة دفعت، وكل موهبة تخشى أن تنطفئ بصمت…
فهل من يسمع؟
