كافة الحقوق محفوظة © 2021.
طاولة بلا اعتراض… كيف خسرنا غرب آسيا وخرجنا من الاجتماع العربي بلا مقعد؟
سراب سبورت _
لم يكن ذهاب رئيس الاتحاد الأردني لكرة الطاولة إلى اجتماعات الاتحاد العربي إنجازًا يُحتفى به، بل كان اختبارًا حقيقيًا للتمثيل والدفاع عن المصالح الأردنية. اختبارٌ انتهى بنتيجة واحدة: خروج بلا مقعد، وتسليم لاتحاد غرب آسيا، وصمتٍ في لحظة كان يجب أن يُرفع فيها الصوت.
الأردن لم يكن ضيفًا عابرًا على خارطة كرة الطاولة العربية. وجود اتحاد غرب آسيا في عمّان شكّل على مدى سنوات قيمة تنظيمية وسياسية رياضية، تمنح الاتحاد الأردني ثقلًا وتأثيرًا وفرص استضافة ودعم وتمثيل. ومع ذلك، جرى التفريط بهذا الموقع بكل بساطة، دون معركة، دون اعتراض، ودون حتى توضيح للرأي العام.
الأخطر من الخسارة نفسها، هو ما أحاط بالاجتماع من شبهات إجرائية وقانونية. فبحسب ما تداوله أكثر من عضو، لم تُوجَّه دعوات رسمية مسبقة لاجتماع الهيئة العامة، وهو ما يخالف الأنظمة الأساسية المعمول بها. بعض الدول سجّلت اعتراضها صراحة، لكن الموقف الأردني غاب، وكأن ما يجري لا يعنيه.
في مثل هذه المحطات، الصمت ليس حيادًا، بل موافقة ضمنية. عدم الاعتراض يعني التسليم بكل ما يترتب على الاجتماع من قرارات، ويضعف أي حق لاحق في الطعن أو المراجعة. السؤال البديهي هنا:
لماذا لم يعترض ممثل الأردن على عدم قانونية الاجتماع؟ ولماذا لم يكن في صفّ الدول التي طالبت بتصويب الإجراءات؟
التمثيل الخارجي ليس صورة تذكارية ولا بيان شكر، بل موقف تفاوضي ودفاع عن المكتسبات. وعندما نخسر اتحادًا إقليميًا مهمًا، ولا نحصل على أي مقعد عربي، ولا نسمع شرحًا أو تقريرًا أو مكاشفة بعد العودة، فإن ما حدث لا يمكن وصفه إلا بـ فشل تمثيلي صريح.
الرياضة لا تُدار بالمجاملات، ولا تُحمى الحقوق بالصمت. من يذهب باسم الأردن عليه أن يعود بمكسب، أو على الأقل أن يثبت أنه قاتل قانونيًا وإداريًا حتى اللحظة الأخيرة. غير ذلك، فإن الخسارة لا تكون في مقعدٍ ضاع فقط، بل في مكانةٍ تتراجع، وسابقةٍ خطيرة تُفتح على حساب الرياضة الأردنية.
العصفورة لا تكذب… لكنها تهمس فقط.
