اجتماع لجنة النظام والسلوك… لتنظيم اللعبة أم لإعادة ضبط الأندية؟

سراب سبورت _

بعد انقضاء ثلاث جولات من أصل سبع في مرحلة الذهاب من بطولة الدوري الممتاز لكرة الطائرة، يخرج علينا اتحاد اللعبة بخبر اجتماع لجنة النظام والسلوك والاستئناف، وبحضور لافت للجنة الحكام والمراقبين (المدفوع مسبقاً)، وذلك بطلب مباشر من المستشار، لإصدار “الأوامر والتعليمات والتوجهات” وفق ما تقتضيه الحالة… أو هكذا قيل.
السؤال الأول الذي يفرض نفسه بقوة:
لماذا الآن؟
ولماذا يأتي هذا الاجتماع بعد انقضاء نصف مرحلة الذهاب؟
أليس من البديهي والمنطقي أن تُعقد مثل هذه الاجتماعات قبل انطلاق الدوري لا بعد أن تسير العجلة وتُفرض العقوبات وتُحسب النقاط؟
إلا إذا كان هناك ما هو أبعد من التنظيم… وأكثر من مجرد “تذكير بالتعليمات”.
الأهم من ذلك، وأخطره:
أين الأندية من هذا الاجتماع؟
ولماذا يتم تهميشها بالكامل، رغم أنها الطرف الأساسي، والجهة التي ستُفرض عليها العقوبات وتُطبق بحقها القرارات “حسب الأوامر والتوجيهات”؟
الأدهى من كل ذلك، أن جملة من العقوبات كانت قد صدرت بالفعل بحق أندية، ثم يأتي قرار المستشار بعقد لقاء مع اللجان!
فهل الاجتماع لتقويم الأخطاء؟ أم لتبرير ما صدر؟ أم لإعادة ترتيب المشهد بما يخدم المرحلة المقبلة؟
وفي كل اللقاءات الإعلامية المبرمجة، والإعلام المدفوع مسبقاً، تتكرر العبارة ذاتها:
“الأندية هي الشريك الأساسي، وهي أساس اللعبة”.
لكن الواقع على الأرض يقول عكس ذلك تماماً.
لا شراكة حقيقية، ولا حضور، ولا حتى استشارة، بينما تُدار الملفات الحساسة في الغرف المغلقة.
وإذا ما عدنا إلى ملف الدعم، تتضح الصورة أكثر:
ناديان فقط – نادٍ للسيدات وآخر للرجال – يستحوذان على الحصة الأكبر من موازنة الاتحاد،
دعم للمشاركات الخارجية،
دعم للمعسكرات،
دعم للاعبين،
بل وتجاوز الأمر ليشمل مدربيهم أيضاً.
وهنا يبرز السؤال الأخطر:
كيف لمدرب منتخب وطني أن يكون على رأس عمله، ويتقاضى راتباً من الاتحاد، وفي الوقت نفسه يتقاضى راتباً من النادي الذي يدربه؟
وكيف لمدرب منتخب آخر أن يتقاضى راتبه من الاتحاد كمدرب منتخب، ومن ناديه الذي يلعب له؟
وأين تقف العدالة وتكافؤ الفرص في كل ذلك؟
ثم…
أين بقية الأندية؟
وأين حقها في الدعم؟
ومن هم المراقبون الإداريون؟
ومن أين جاؤوا؟
وما هي مؤسساتهم وخبراتهم؟
وعلى أي أسس تُكتب تقارير المباريات التي تُبنى عليها قرارات وعقوبات؟
ألم يحن الوقت لإجراء تغييرات حقيقية في بعض اللجان؟
للتطوير، للتحديث، لإعادة الثقة؟
أم أن هناك “غاية في نفس يعقوب”؟
أم أننا أمام سياسة
“رد الجميل بالجميل”
حتى لو كان ذلك على حساب اللعبة، وعلى حساب مخصصات الأندية المتآكلة؟
وكما يقول المثل:
“من دهنه قليله… أعطي باليمين وخذهم بالشمال”.
وللحديث بقية…