كافة الحقوق محفوظة © 2021.
رياضة الجولف تحت المجهر… تدخل إداري، مدرب متنفّذ، وأطفال يدفعون ثمن الفوضى
سراب سبورت _
تعيش رياضة الجولف الأردنية واحدة من أخطر مراحلها، وسط معطيات خطيرة تكشف عن تدخلات إدارية سافرة، وهيمنة مدرب مخلوع على مفاصل القرار، في مشهد يتنافى صراحة مع مبادئ الحوكمة وقوانين اللجنة الأولمبية الدولية التي تجرّم أي تدخل في شؤون الاتحادات الرياضية.
مصادر مطلعة أكدت أن الاتحاد بات مشلول القرار، لا يتحرك إلا بعد الرجوع إلى جهات خارج إطاره المؤسسي، وفق ما ورد في إيميل رسمي موثق، يطلب فيه عدم اتخاذ أي قرار “مصيري” دون موافقة مسبقة، في خرق واضح لاستقلالية الاتحاد، ما يضع علامات استفهام كبرى حول الجهة التي تدير فعليًا لعبة الجولف في الأردن.
وعلى الصعيد الفني، تكشف الشهادات عن ممارسات غير مسبوقة لمدرب تم خلعه سابقًا، حيث تحوّل التدريب من حق رياضي إلى “خدمة مدفوعة”، فلا تدريب، ولا اهتمام، ولا حتى نظرة للاعب أو لاعبة المنتخب ما لم يتم الدفع. سلوك أصاب الأطفال والناشئين بإحباط نفسي كبير، ودفع عددًا منهم إلى هجر اللعبة نهائيًا.
الأدهى أن برنامج تدريب الناشئين تم تقليصه إلى ساعة واحدة أسبوعيًا فقط، بمعدل أربع ساعات في الشهر، في برنامج وصفه أولياء الأمور بأنه صُمم خصيصًا للضغط عليهم للدفع مقابل تدريب إضافي خاص، في انتهاك واضح لأبسط أسس تطوير المواهب وحماية الناشئين.
وتشير المعلومات إلى أن نفوذ المدرب تجاوز حدود التدريب، ليصل إلى إعادة تشكيل الاتحاد نفسه، حيث جرى إقصاء المجلس السابق بالكامل، وتعيين مقربين، مع استثناء أحد أهم وأعرق أندية الجولف في الأردن من التشكيلة الجديدة، فقط لأنه اتخذ موقفًا حازمًا بمنع المدرب من دخول النادي بعد اتهامه بفساد مالي.
ورغم مخاطبة اللجنة الأولمبية رسميًا بملف فساد إداري ومالي موثق بحق المدرب منذ أكثر من خمسة أشهر، لم يصدر أي رد أو إجراء حتى اللحظة، ما يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة حول الصمت، والتغاضي، ومن يوفر الغطاء.
في الوقت الذي يُرفع فيه شعار “الأمان الرياضي”، تؤكد الوقائع أن التنمر والصراخ على الأطفال، والتمييز بينهم على أساس الدفع، كانا سببًا مباشرًا في تراجع أعداد اللاعبين، وضرب مستقبل رياضة الجولف من جذوره.
ملف الجولف اليوم لم يعد رياضيًا فقط، بل أصبح اختبارًا حقيقيًا لنزاهة الإدارة الرياضية، واحترام القوانين الدولية، وحماية الأطفال من الاستغلال، فإما تصحيح المسار فورًا، أو الاعتراف بأن الرياضة تُدار بالعلاقات لا بالقانون.
العصفورة لا تكذب… لكنها تهمس فقط.
