كافة الحقوق محفوظة © 2021.
من الظلام إلى منصة التتويج…العداء محمد مصلح
سراب سبورت _
لم يكن محمد مصلح يرى مضمار السباق بعينيه، لكنه كان يراه بقلبه… وبإرادة لا تعرف المستحيل.
العدّاء الشاب، لاعب المنتخب الوطني البارالمبي، دخل دورة الألعاب الآسيوية للشباب في دبي ليس كمرشحٍ للذهب، بل كحلمٍ جديد يولد في أول ظهور دولي له، وأول تصنيف رسمي ضمن فئة B1.
في دبي، خلال الفترة من 7 إلى 14 كانون الأول 2025، اصطف محمد على خط البداية بين نخبة عدّائي القارة الآسيوية. 377 لاعبًا في منافسات ألعاب القوى، وآلاف الرياضيين في دورة كبرى ضمّت ما يقارب 1500 رياضي من مختلف دول آسيا… لكن محمد كان يركض سباقًا مختلفًا، سباقًا مع ذاته، مع سنوات التحدي، ومع فكرة أن الإعاقة ليست نهاية الطريق.
في سباق 800 متر، ركض محمد بثباتٍ لافت، متجاوزًا رهبة المشاركة الأولى، ليعبر خط النهاية ذهبيًا، رافعًا علم الوطن في لحظة لا تُنسى.
وفي سباق 1500 متر، عاد ليؤكد أن ما حدث لم يكن صدفة، فانتزع الفضية بجدارة، مثبتًا اسمه كواحد من أبرز المواهب الصاعدة في ألعاب القوى البارالمبية الآسيوية.
وراء هذا الإنجاز، يقف عمل صامت ومكثف، قاده مدربه د. سليمان الزبون، الذي تولّى إعداد محمد خلال ثلاثة أشهر فقط، في تجربة تدريبية اعتمدت على الانضباط، والثقة، والإيمان بقدرات اللاعب قبل أي شيء آخر.
قصة محمد مصلح ليست مجرد ميداليتين، بل رسالة أمل…
رسالة تقول إن العمى لا يحجب الحلم، وإن الإرادة حين تقود الجسد، تصل به إلى أبعد مما ترى العيون.
وفي دبي، لم يكن محمد مجرد عدّاء كفيف… بل بطلًا أبصر المجد قبل الجميع.
