كافة الحقوق محفوظة © 2021.
شمس الكرة السورية …. تشرق من جديد .. بقلم : منير حرب
بعد المشاركة القوية والحضور الملفت للمنتخب السوري بكرة القدم في كأس العرب وعودة الروح للكرة السورية من جديد انطلقت بطولة دوري المحترفين في الشقيقة سوريا بمشاركة 16 فريق لأول مرة وسيهبط في نهاية الموسم أربعة فرق دفعة واحدة .
ولم يعد الوسط الرياضي السوري والكروي خصوصا محكوماً بالخوف أو الانتظار، بل بات منشغلاً بسؤال واحد، كيف نبني من جديد؟ وكيف نعيد ما فقدناه؟ ومن هنا جاءت المؤشرات الأولى لولادة بيئة رياضية جديدة، أكثر شجاعة وأكثر قدرة على إدارة نفسها.
الإعلام الرياضي السوري تغيّر جذرياً، فالقضايا التي كانت محظورة أصبحت تُناقش بصراحة في الصحف والمنصات والمواقع، لم يعد الحديث اليوم مجرد متابعة نتائج أو تصريحات، بل تحوّل إلى تحليل ومحاسبة وكشف أسباب الخلل، واقتراح الحلول، هذا الانفتاح الإعلامي، أحد أهم علامات مرحلة ما بعد التحرير، لأنه يعيد التوازن بين الجمهور وصُنّاع القرار
ودخول شركة “تميّز” الخاصة، لبث ورعاية الدوري، خطوة كبيرة نحو صناعة رياضية حقيقية، لأول مرة تجري إدارة عملية البث التلفزيوني بمعايير احترافية، ومع وعود بجودة عالية وتقنيات جديدة، فدخول القطاع الخاص في النقل، يعكس تحولاً في النظرة إلى الرياضة، باعتبارها صناعة لا مجرد نشاط
“دخول القطاع الخاص إلى البث، بداية لاقتصاد رياضي جديد، والذي قد يفتح الباب أمام استثمارات أكبر مستقبلاً و أهمية الدوري هذا العام تتجاوز كرة القدم، فهو أول اختبار فعلي لاتحاد الكرة الجديد، وأول فرصة لقياس مدى جاهزية الأندية والملاعب والكوادر، ثمانية ملاعب، من اللاذقية إلى إدلب، مروراً بحماة وحلب ودمشق وحمص، تستعد لاستقبال المباريات، و تفيد تقارير اتحاد الكرة أن ثلاثة ملاعب تستكمل أعمال صيانتها النهائية، فملعب البانوراما في درعا يحتاج عشرة أيام لإنهاء صيانته، وملعب حماة البلدي يحتاج أسبوعاً لاستبدال العشب، فيما يدخل ملعب حمص البلدي مراحله الأخيرة لمد العشب الطبيعي، ليكون جاهزاً قبل بدء المباريات.
عام واحد كان كافياً ليظهر أن الرياضة السورية تعبر من حقبة إلى أخرى، الاتحادات تعيد تنظيم نفسها، الإعلام يستعيد دوره، الأندية تتطور فنياً، والملاعب تُعاد إلى الحياة تدريجياً، أما الدوري فهو مجرد بداية، البداية التي تقول: إن رياضة سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه بل تبدأ من جديد.
