كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الكرة الأردنية بين الإنجاز والتحدي… دعم الأندية هو الضمانة للاستمرار
كتب … علاء الصادق
الناطق الرسمي باسم نادي الجزيرة الرياضي
يشهد المشهد الكروي الأردني مرحلة مفصلية من تاريخه، بعد الإنجازات الكبيرة التي حققها المنتخب الوطني، والتي تستحق الوقوف عندها بكل تقدير واحترام، وفي مقدمتها التأهل التاريخي إلى نهائيات كأس العالم، إضافة إلى وصافة كأس آسيا ووصافة كأس العرب، وهي نتائج أكدت أن كرة القدم الأردنية قادرة على المنافسة متى ما توفرت الرؤية والاستقرار والدعم.
ولا يمكن الحديث عن هذه النجاحات دون الإشادة بالدور الذي قام به الاتحاد الأردني لكرة القدم، والجهود التي قادها سمو الأمير علي بن الحسين، والتي انعكست بشكل واضح على صورة المنتخب الوطني، سواء من حيث التنظيم أو الاستقرار الفني أو الحضور المشرف على الساحة القارية والدولية.
هذه الإنجازات لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة عمل تراكمي وتخطيط طويل الأمد، إلا أن الحفاظ عليها والبناء فوقها يتطلبان التوقف عند التحديات القائمة والنظر إليها بواقعية ومسؤولية.
فحتى اليوم، لا تزال الملاعب الرياضية في الأردن لا تليق بسمعة الكرة الأردنية ولا بحجم ما تحقق من إنجازات، سواء من حيث البنية التحتية أو الجاهزية الفنية، وهو ملف لا بد من التعامل معه بجدية لما له من أثر مباشر على اللاعبين والجماهير وصورة الرياضة الأردنية عموماً.
وفي الوقت ذاته، تعاني الأندية الأردنية من أزمات مالية حادة باتت تشكل عبئاً كبيراً على إداراتها، وتهدد قدرتها على الاستمرار والقيام بدورها الأساسي في إعداد اللاعبين وصناعة المواهب. فالأندية تشكّل القاعدة الحقيقية التي بُنيت عليها إنجازات المنتخبات الوطنية، وهي المصنع الأول للاعبين الذين يصلون إلى تمثيل الوطن.
إن الخشية اليوم ليست على ما تحقق، بل من أن يتحول هذا الإنجاز إلى حالة استثنائية أو طفرة مؤقتة، إذا لم يتم دعم الأندية وتمكينها بالشكل الصحيح. فالمنتخب القوي يحتاج إلى أندية قوية، قادرة على العمل ضمن بيئة مستقرة ومستدامة.
ومن هنا، فإن المطلوب ليس دعماً مؤقتاً أو حلولاً مرحلية، بل رؤية شاملة تقوم على دعم الأندية مادياً، وتأهيلها إدارياً وفنياً، ومساعدتها على التحول إلى مؤسسات رياضية تمتلك مصادر دخل واستثمارات حقيقية تضمن لها الاستمرارية.
كما أن تفعيل الاستثمار الرياضي يتطلب تشريعات وقوانين واضحة تشجع الشركات والمؤسسات على دعم الأندية، من خلال حوافز وإعفاءات ضريبية مدروسة، تجعل الشراكة مع الأندية خياراً اقتصادياً مجدياً، وتسهم في بناء منظومة رياضية متكاملة وقادرة على التطور.
إن حماية إنجازات المنتخب الوطني والحفاظ على مكانته تبدأ من الاهتمام بالأندية، وتأهيل الملاعب، وخلق بيئة تشريعية داعمة، لأن كرة القدم منظومة واحدة مترابطة لا يمكن أن ينجح فيها طرف بمعزل عن الآخر.
