كافة الحقوق محفوظة © 2021.
ابتسامات مبابي مصطلح الحقل وعقلانية البيدر ! … حسين الذكر
قبل مباريات الجولة الثانية من معارك الرباط وطنجة وكازبلانكا … وغيرها من مدن المغرب الساهرة حتى فجر التتويج على وقع انغام واحلام كرة القدم نشرتُ تغريدة كروية من خلال خبرتي ومتابعتي واهتمامي بالبطولة الافريقية اشرت فيها ( ان مباريات الجولة الثانية سوف لن تكون حاسمة فاغلب المنتخبات ما زال لها امل وتراهن عليه سيما بعد افراز الجولة الاولى الذي اثبت احقية جميع الفرق بامتلاك الحظوظ والتفاوت الفني لم يبلغ حد القطيعة بعد .. فما زالت الجعب تخبيء بعض مذخرات المرحلة القادمة سيما وان شوط خروج المغلوب على الابواب وهي اهم بكثير مما نراه الان .
هنا حقا فارق كبير بين وسائل التعبير الجماهيري التي تريد الفوز بكل الاحوال والظروف والمباريات وطرائق التفكير التكتيكي للمدربين المبني على عقول استشارية وفكر مختمر تراكميا يعرف بواطن الامور بعيدا عن تشنجات الحماس وربما بعض الاضغاث الطاغية على المدرجات .. فبقية المنتخبات معبئة وافريقيا حلم الافارقة وهي طموح يستحق الجموح ومشروع قائم متاح للجميع .
لم اسمع كلمات مغربية بعد التعادل مع مالي تعبر عن فرحها بالنقطة .. اذ شكلت النتيجة حزن ما قد لا يعبر عن حقيقة الواقع .. مع احقية مشاعر الجماهير حتى الصحفة المغربية المستندة على عنوانية ( اسود الاطلسي ) المدجج بنجوم المغرب المشكلين عناوين اندية اوربا الاحترافية والمعزز بنجاحات الثورة الكروية المغربية الكبرى التي انطلقت تحقق الانتصارات بمختلف الاتجاهات وبادوات كل الفئات فضلا عن الجمهور الكثيف والدعم اللامحدود وذروة الحماس .
هنا تحديدا ينبغي ان نتوقف قليلا عند ( ذروة الحماس ) التي تتحلى بها الجماهير وربما وسائل الاعلام بدرجة اقل .. والحماس في اطلس المصطلحات الكروية لا يعرف غير الفوز والتتويج وفي القاموس العاطفي حصرا لا يلتفت لاي اعذار وتبريرات .. وهنا تكمن خطورته .. فحسابات الحقل تختلف عن حسابات البدير .. وما في جعبة المدرب وتفكير الركراكي مختلف كثيرا في تعاطيه مع الحدث وضغوط الذروة الحماسية المتفتقة حد الهيجان سواء على المدرجات او في اكتظاظ الشوارع والساحات او ما تبسمر حد الفزع امام شاشات البيوت والمقاهي والكازينوهات النابضة بحب المغرب وحتمية دفء الفوز برغم ذروة برد ومطر الشتاء .
مع ان الشاشات واللقطات سارعت للتذكير بان النجم العالمي كليان مبابي موجود بلحمه وشحمه وابتساماته السمراء على مدرجات الملعب يشارك الجماهير فرحتها ومع ان التحليلات والتفسيرات صبت باتجاه علاقة حميمية متبادلة مع النجم حكيمي وهذه وجهة نظر ضيقة وان عززها القميص الاحمر الموشح والمزين لصدر ممبابي .. الا ان الانتماء والجذور السمراء كانت رمزيتها حاضرة لدعم البطولة الافريقية تعبيرا وتظاهرا عن أنتماء واماني سمراء مكبوتة منذ قرون وعصور واجيال .
