كافة الحقوق محفوظة © 2021.
لجنة المسابقات في كرة اليد الأردنية… تدقيق لغوي بلا مسابقات حقيقية!
سراب سبورت _
ما نراه اليوم من مسابقات كرة اليد التي ينظمها الاتحاد الأردني بالتعاون مع رئيس لجنة المسابقات يثير كثيرًا من علامات الاستفهام، فالمسابقات تُضغط بشكل غير مبرر، لتنتهي خلال أسبوعين أحيانًا، وفي حالات أخرى يتم إلغاء دوري الدرجة الثانية بالكامل، رغم أنه بطبيعته لا يحتاج لأكثر من شهرين.
أما دوري الدرجة الأولى، فيبدأ وينتهي خلال ثلاثة أشهر فقط، وكأن الهدف هو “شطب” الموسم لا بناؤه. هذا الضغط الزمني لا يخدم تطوير اللعبة ولا يمنح الأندية واللاعبين فرصة حقيقية للتنافس، بل يكرّس العشوائية ويقتل الاستمرارية.
المفارقة المؤلمة أن رئاسة لجنة المسابقات تُفرغ جهدًا كبيرًا في تدقيق المراسلات والكتب الرسمية من حيث النقطة والفاصلة، وأين وُضعت وكيف كُتبت، بينما يغيب التدقيق الحقيقي في جوهر المسابقات نفسها، وفي احترافيتها وجودتها وأثرها الفني على اللعبة.
كان الأجدر بلجنة المسابقات أن تضع قوانين وأنظمة تطويرية داخل أرض الملعب، خصوصًا في فئات الناشئين والواعدين. فعلى سبيل المثال، تعتمد بعض الاتحادات العالمية أساليب لعب مبتكرة، مثل:
اعتماد اللعب المفتوح لإجبار الأندية على اختيار لاعبين يمتلكون مهارات التسديد من خارج المنطقة.
احتساب هدف لاعب الجناح بهدفين، لتحفيز اللعب الجماعي وتوسيع الحلول الهجومية.
لكن للأسف، في بطولات الواعدين والناشئين محليًا، لا يُمنح اللاعبون الوقت الكافي أصلًا. الدوري لا يتجاوز شهرًا واحدًا كحد أقصى، أي ما يعادل أربع أو خمس مباريات فقط، ثم يُترك اللاعب بعد ذلك قرابة 11 شهرًا بلا مباريات رسمية أو بطولات أو حتى مسابقات تنشيطية، لينسى خلالها كل ما تعلمه في كرة اليد.
الأدهى من ذلك أن هذه البطولات غالبًا ما تُقام في فترات الدراسة أو خلال الامتحانات النهائية، في تجاهل واضح لحقيقة أن العطلة الصيفية كافية ومثالية لإقامة مثل هذه البطولات دون ضغط أو تعارض مع التحصيل الدراسي.
ولا توجد أي بطولات تنشيطية لهذه الفئات العمرية خارج إطار البطولة الرسمية، ما يعكس غياب الرؤية بعيدة المدى، ويطرح سؤالًا مشروعًا: كيف نُطالب بمنتخبات قوية وقاعدة صلبة، ونحن لا نمنح اللاعب الصغير الحد الأدنى من اللعب والاستمرارية؟
إن الهدف من طرح هذا الكلام ليس الهجوم، بل التطوير الحقيقي للجنة المسابقات، وإعادة النظر في آليات عملها، وإسناد هذه المهمة الحساسة إلى الشخص الكفؤ القادر على العمل بجد من أجل بناء الناشئين والواعدين، لا الاكتفاء بإنهاء موسم على الورق.
وللحديث بقية…
