كافة الحقوق محفوظة © 2021.
اصبع زياش .. نرجسية الضخ وتقنين التفائل ! .. حسين الذكر
في بداية انطلاقة البطولة الافريقية ومن خلال جولتين فقط يتضح جليا ان كاف المغرب 2025 ليست محسومة التتويج وما كان يشاع قبل البطولة من قبيل الاحصاءات والبطولات الثانوية والضخ الاعلامي والحماس الجماهيري ليس دليلا صارخا جادا يقود التوقعات ..
فبعد مباراتي ( الكونغو – السنغال ) و( تونس – نيجيريا ) تغيرت النظرة وقلبت الطاولة سيما العربية منها وتلخبطت خارطة التوقعات فالوحش الافريقي غير العربي كشر عن انياب مفترسة لا تتهاون معززة بقوة بدنية جسمانية مقاتلة معبئة بخبرة النجوم الاحترافية في اوربا فضلا عن حسن التوظيف التكتيكي لكل مباراة .
هنا لا اتحدث عن النهاية وحسم ستار التتويج والافصاح عن وجوه ابطال محتملين فذلك شيء آخر . لكن التباشير الوردية التي سادت من قبل وبعد جمال حفل الافتتاح وتاثيراته النفسية الايجابية وقبلها اخبار بطولة كاس العرب والتتويج المغربي بفريق سميَّ ( بالثاني ) اعطى بعدا نفسيا ملييء بالثقة العربية لامتلاك كاس الوحوش السمراء ووضعه في خزانة عربية صرفة .
هذا الاحساس الوردي ينبغي ان يتغير ليس لحد اليأس والتسليم .. لكنه بمثابة انذار بوجه التلكأ والنوم العسلي التكتيكي وثمالة ما يشاع ويحتسى على المدرجات من امنيات معسولة تعزف على وتر الامنيات وترقص مبتهجة دون حسابات يقظة الوحوش الجائعة .
من وجهة نظر طريفة تعد جزء معبر عما يختلج نفوس الجماهير والاعلام في ردات فعل – وان بدت متعجلة تكتيكيا – الا انها تمثل روح الامتثال للنقاش والتنافس الكروي المثير .. اذ نشر شقيق حكيم زياش النجم المغربي سابقا بعد التعادل المحبط أمام مالي نص انستغرامي يحمل رسالة واضحة المعنى وتاكد للضغوط الجماهيرية والاعلامية المغربية التي لن تتهاون بغير الحصول على الكاس .. اذ كتب مغردا مع مرفق لصورة النجم حكيم زياش بقميص المنتخب المغربي : ( لا يزال يمتلك في إصبع قدمه اليمنى، جودة تفوق جودة التشكيلة بأكملها) !
ما يهمنا هنا اعادة السيطرة على الخطاب الاعلامي العربي عامة والمغربي خاصة وضرورة بث خطاب رسمي اكثر اتزانا واقل وردية بشكل متسق مع عطاء يوميات افريقيا 2025 .. فان صناعة الامل والاتشاح الوجداني المنفوخ المعبء بالوعود مع تجاهل تام للاخر قد يرسم لوحة غير دقيقة التعبير وتتفاوت فيها الحقائق مما يمهد لانكسارات نفسية مع أي وقائع جديدة سيما بعد ان جادت تفاصيل المشهد التكتيكي بمعطيات اخرى غير التي كانت تتداول عربيا من قبل .
الضخ الاعلامي وصناعة فحوى الخطاب اصبح ملف محرج وينبغي ان لا يفلت الزمام فيه من اليد المسؤولة في ظل حرية التعبير وتاثيرها المتلاطم بموج تواصلي عصي الكسر من قبل افراد لا يعدون ولا يحصون سيما وهم غير مخالفين للقانون ولا يمكن اسكات ذواتهم العاطفية الموالية لبلادهم معتقدين تماما باحقية التتويج بمعزل عن قوى الاخر .
هذا الاندفاع التحفيزي غير المرتكز على حصافة التحليل وجزيئيات تكتيكة اخذت تتجلى في المشهد الافريقي للمختصين بما يثير تساؤلات جديرة بتغيير خارطة التوقعات او باقل تقدير البحث عن مركزية خطاب يمنع الفيضان النفسي والانفلات التقديري .
